خلونا نكون صريحين، السوشيال ميديا اليوم صايرة زحمة بشكل مو طبيعي. كل ما تفتح جوالك، سواء إنستغرام، تيك توك، أو حتى “إكس”، تلقى طوفان من المحتوى يصب عليك من كل جهة. الفضل في هالشي يرجع لأدوات الذكاء الاصطناعي اللي خلت أي واحد يقدر يسوي مقالات وصور وفيديوهات بضغطة زر. لكن مع هالكثرة، طلع لنا تحدي جديد وأكبر: أزمة الثقة وفقدان التواصل الحقيقي.
المحتوى صار “رخيص”، كأنه أكل مطاعم سريع بدون طعم ولا نكهة. كلام كثير، صور حلوة، فيديوهات سريعة، لكنها فاضية من الروح والإحساس، وما تقدر تبني جسر ثقة حقيقي بينك وبين الناس. والمشكلة الأكبر إن الجمهور اليوم مو بس ما يشتري هالكلام، إلا صار عنده حساسية ونفور من أي شي يحس فيه ريحة “روبوت”.
في هالساحة الرقمية الجديدة، الفوز في لعبة التسويق ما عاد للي يسوي محتوى أكثر وأسرع. هذا سباق نهايته خسرانة للكل. الفايز الحقيقي هو اللي يقدر يبني علاقة أعمق وأصدق مع ناس أكثر. وهنا يجي دور علامتك التجارية الشخصية (Personal Brand) كسلاحك السري اللي بيخليك تبرز وتنجح في 2025 والسنوات اللي بعدها.
ليش الحين بالذات هو أفضل وقت تركز فيه على هويتك الشخصية Personal Brand حقك؟
مكن بعضنا يفكر إن سالفة هويتك الشخصية Personal Brand هذي بس للمشاهير والمؤثرين اللي عندهم ملايين المتابعين. لكن هالفكرة صارت قديمة وغلط. سواء كنت مستقل (Freelancer) تدور على مشاريع وعملاء، أو موظف تبي تتميز في شركتك وتترقى، أو صاحب بزنس صغير أو كبير تبي تبني قاعدة عملاء يحبونك ويثقون فيك، بناء علامتك التجارية الشخصية صار ضرورة قصوى اليوم.
والسبب الأول والأخير هو الذكاء الاصطناعي نفسه. هالتقنية، على قد ما هي رهيبة، خلقت فجوة ضخمة ما يقدر أي روبوت أو خوارزمية تسدها، وهي فجوة الأصالة والتواصل الإنساني الصادق. الذكاء الاصطناعي ما عنده قلب، ما عنده تجارب، ما عنده إحساس.
خبير التسويق المعروف نيل باتل (Neil Patel) سوّى دراسة وطلع بأهم الأسباب اللي تخلي الناس تسوي لك “أنفولو” أو تتجاهل محتواك:
- المحتوى المضلل والمبالغ فيه (الكليك بيت): العناوين اللي توعدك بشي والمحتوى شي ثاني.
- المحتوى الممل والمكرر: نفس الكلام ونفس الأفكار تنعاد كل يوم.
- المنشورات السطحية قليلة الجهد: اللي واضح إنها معمولة بس عشان ينقال “نزلنا بوست اليوم”.
- تجاهل تعليقات ورأي المتابعين: لما تحس إنك تكلم جدار.
- الفشل في تخصيص التجربة: لما تحس إن الكلام مو موجه لك، بل كلام عام للكل.
- الفشل في تخصيص التجربة: لما تحس إن الكلام مو موجه لك، بل كلام عام للكل.
لو دققت في هذي النقاط، بتلقاها توصيف دقيق للمحتوى اللي تسويه الروبوتات. وهذا بحد ذاته فرصة ذهبية لك. كل ما زاد المحتوى الآلي البارد، كل ما زاد جوع الناس وعطشهم للتواصل مع بشر حقيقيين. سوالفك، شخصيتك، ضحكتك، آرائك الصريحة، وقصصك اللي ما تشبه أحد… هي الشي الوحيد اللي يقدر يسد هالفجوة.
زي ما قال داين ووكر، مؤسس وكالة Rival: “الناس تثق في الناس أكثر من ثقتها في الشركات.”
كيف تبني هويتك الشخصية Personal Brand؟ 4 خطوات عملية وبسيطة عشان تبدأ اليوم
بناء علامتك التجارية الشخصية أسهل بكثير مما تتصور. ما تحتاج استراتيجية تسويق من 50 صفحة، ولا موقع إلكتروني فخم، ولا حتى شعار مصمم بألف الريالات عشان تبدأ. كل اللي تحتاجه هو أنت، وجوالك، وحساب في أي منصة تواصل اجتماعي تحبها.
الخطوة الأولى: فكّها… وتوقف عن التفكير الزايد وابدأ الحين!
أكبر غلطة يسويها الكثير هي التأجيل. “ببدأ لما أصير خبير”، “ببدأ لما أجهز كل شي”، “ما عندي شي مهم أقوله”، “وش بيقولون عني الناس؟”. هذي كلها أعذار وعقبات إنت تحطها لنفسك.
تتذكر السمكة “دوري” في فيلم “نيمو”؟ كانت تردد جملة وحدة بس: “واصل السباحة”. هذي هي العقلية اللي نبيها. فكها وابدأ انشر اليوم. البراند الشخصي ما له علاقة بالمنصب حقك أو شهاداتك، له علاقة بمين تكون أنت.
وش ممكن تشارك؟
- سوالف يومية: وش صار معك في الدوام؟ موقف ضحكك في زحمة الرياض؟
- اهتماماتك وهواياتك: تحب القهوة المختصة؟ صور قهوتك وتكلم عن أفضل مكان جربته. تحب الألعاب؟ شارك رأيك في لعبة جديدة.
- آرائك الصريحة: وش رأيك في موضوع ترند صاير؟ لا تخاف تقول رأيك حتى لو كان مختلف.
- قصصك وتجاربك: شارك قصة نجاح، أو حتى قصة فشل تعلمت منها. الناس تحب تسمع القصص الحقيقية.
- الأشياء البسيطة: شارك صورة لغروب الشمس حبيته، أو مقطع من فيلم أثر فيك، أو حتى “ميم” ضحكك وحسيته يمثلك.
هذي التفاصيل الإنسانية البسيطة هي اللي تخليك قريب من الناس، وتخليهم يحبونك ويثقون فيك. دراسة تقول إن 86% من الناس يعتبرون الأصالة عامل أساسي عشان يدعمون أي براند، وأنا أراهن إن النسبة هذي أعلى عندنا. الناس ملت من المثالية الزايفة وتبي تشوف ناس حقيقيين.
الخطوة الثانية: ابني علاقات صدقية… واترك عنك الردود الآلية
في عالم مليان ردود آلية وروبوتات دردشة، كن أنت الاستثناء. كن أنت الإنسان الحقيقي. الثقة هي عملة العصر الرقمي، والطريقة الوحيدة عشان تكسبها هي إنك تبني علاقات إنسانية صادقة، حبة حبة.
- تفاعل من قلب: لما أحد يرسل لك رسالة في الخاص (DM)، رد عليه بنفسك. مو بس رد، سولف معه. لما أحد يعلق لك تعليق حلو، ادخل حسابه وشوف وش ينزل وعلق له على شي عجبه.
- ابحث عن أرضية مشتركة: مو كل محادثاتك لازم تكون عن البزنس والبيع. اسأل عن أحوال الناس، اهتم فيهم كأصدقاء. “كيف كان يومك؟”، “عجبني البوست اللي نزلته عن كذا”.
- أظهر اهتمامك الحقيقي: أثبت لمتابعيك إنك صدق تهتم فيهم، وإنك شخص عنده مبدأ ومصداقية، حتى لو كنت تبيع منتج أو خدمة. الناس تشتري من الناس اللي تحبهم وتثق فيهم.
هذي اللحظات الصغيرة من التواصل الإنساني هي اللي تبني ولاء وجيش من المتابعين اللي يدافعون عنك ويدعمونك، وهالشي ما تقدر تشتريه بفلوس الدنيا. هذولا هم اللي بيصيرون “عزوتك” في السوشيال ميديا.
الخطوة الثالثة: حب الرحلة والتفاصيل… مو بس النتيجة النهائية
عشان تنجح في أي بزنس، وخصوصاً لما تبني براند شخصي وتحط نفسك قدام الناس، لازم تفصل نفسك عن النتائج اللحظية. لا تخلي هوسك بعدد اللايكات، أو المشاهدات، أو إذا الفيديو حقك صار ترند أو لا.
- كن مهووساً بالعملية نفسها: لازم تحب اللي تسويه. لازم تستمتع وأنت تكتب المحتوى، وأنت تصوره، وأنت تتواصل مع الناس. هذا الشغف هو وقودك اللي بيخليك تكمل في الأيام الصعبة اللي تحس فيها إن ما عندك أحد.
- ركز على شي تحبه صدق: اختار مجال أو موضوع إنت شغوف فيه، مو بس شي تعتقد إنه بيجيب لك فلوس. لأنك قبل ما تصير مليونير، لازم تمر بمرحلة البداية الصعبة اللي ممكن تكون فيها “تصرخ في واد سحيق” وما أحد يسمعك. إذا ما كنت تحب اللي تسويه، بتطفش وتوقف.
- لا تخاف من مرحلة البداية: كل شخص ناجح تشوفه اليوم، مر بمرحلة كان فيها مبتدئ ومتردد وخايف. الفرق إنه استمر. إذا كنت مركز بس على شكل النجاح النهائي، بتحبط وتستسلم قبل ما توصل لنقطة التحول.
لما تطيح في حب العملية نفسها، وتستمتع بكل خطوة فيها، هنا السحر الحقيقي يصير.
الخطوة الرابعة: التخصص… بوابتك للتميّز الحقيقي
اللي يحاول يتكلم عن كل شيء، غالبًا ما يتميّز في لا شيء. التخصص مش بس بيقلل عليك الحيرة، هو اللي بيخلي الناس تفتكرك. لما تكون معروف في موضوع واحد، الناس بتبدأ ترجع لك وتسأل رأيك وتثق في كلامك. وده جوهر البراند الشخصي.
- التخصص بيديك وضوح: تعرف هتنشر إيه، هتتكلم عن إيه، ومين جمهورك.
- التخصص بيبني الثقة: الناس بتثق في الشخص اللي فاهم في مجاله، مش اللي بيتكلم عن كل حاجة.
- التخصص بيفتحلك أبواب: فرص شراكات، دعوات، وعروض شغل بتجيلك لأنك “الخبير في كذا”.
اختار مسارك وابدأ تبني حضورك فيه، حتى لو كان ضيق في البداية. مع الوقت، شهرتك هتكبر وتأثيرك هيزيد. ركّز على زاويتك، وخلّي الناس تربط اسمك بيها.
الخلاصة: أنت أفضل براند شخصي لنفسك
في عام 2025، في وسط كل هالضجيج الرقمي والمحتوى السطحي، أغلى أصل تملكه في التسويق هو أنت. شخصيتك اللي ما لها شبيه، قصصك، قيمك، ومبادئك هي اللي بتميزك عن مليون غيرك.
لا تحاول تكون نسخة من أحد. كن أنت، بكل عيوبك ومميزاتك، بكل صراحتك وعفويتك. ابدأ اليوم، تواصل بصدق، واستمتع بالرحلة. أفضل براند شخصي ممكن تبنيه موجود وجاهز… هذا البراند هو أنت.